إن التفكير العربى نحو الآلهه الوثنية لا يختلف عن تفكير الأمم الأخرى التى تعبد إلهاً وثنيا يطلب ذبيحة بشرية مثل الفراعنة الذين كانوا يقدمون عذراء جميلة لإله النيل حتى يفيض النيل بمياهاً كثيرة وهذا مبدأ الضحية

وعندما حفر عبد المطلب بئر زمزم أنظر إبن خلدون ج2 ص 337 وقارن البلاذرى ص 78- 79 .. وقارن السيرة النبوية لأبن هشام ج1 ص 111 وما بعدها و ص 142- وليس فى مكة آبار يصلح للشرب إلا بئر زمزم وهى وإن كانت خير تلك الابار إلا أن ماؤها زعاقٍ ومن أدمن شربه ظهرت البثور فى جسمه وقد إضطر السكان أن يشربوا ماء المطر يجمعونه إلى مصانع إلا أنه لا يفى بحاجتهم ولذلك قام بعض منهم بإحضار الماء إلى مكة ففى أيام محمد حاول الزبير وهو من اشراف مكة أن يجرى الماء من الضواحى فى قنوات وأنفق فى ذلك مالاً طائلاً ولم يقدر على إتمام ما نوى عليه , ثم قامت زوج السلطان سليم العثمانى ( تقول بعض المراجع أنها كريمته لا زوجته أنظر إلى كتاب الأعلام للنهروالى وكان معاصراً لسليمان ) فتم على نفقتها وكانوا قبلها قد قاموا بحفر قناة ياتى فيها المياة إلى مكة من مسافة بعيدة وإستمروا يحفرون القناة لسنين عديدة وأحضروا الرجال من جميع البلاد التى تحت إحتلالهم إلى أن تم فى خلافة المقتدر ( راجع المؤرخ الأصطخرى ) وما بعدها وجد فيها حلى وتماثيل من ذهب والفضة المرصعة بالجواهر النفيسة وقرر تذهيب حلية الكعبة وإقامة باب حديد لها للمحافظة على الذخائر الموجودة فيها .. وبعد الإنتهاء من حفر بئر زمزم ونتيجة لمعارضة قريش له قرر عبد المطلب نذراً بعد الإنتهاء من حفرها وهو نحر ولداً من اولادة العشرة : ” نذر لئن ولداً له عشرة من الولد ثم يبلغوا معه حتى يمنعوه , لينحرن أحدهم قرباناً لله عند الكعبة “كانت الذخائر التى وجدت مما يقدم للآلهة الوثنية من نذور وهدايا وقرابين لأن عبد المطلب حفر فى المنطقة بين آساف ونائلة حيث كانت تنحر الذبائح المقدمة للكعبة ( السيرة النبوية ج1 ص 146) وقارن البلاذرى الذى يقول أن النذر تم بمناسبة الإنتهاء من حفر بئر زمزم رغم معارضة بنى نوفل

وعندما كبر أبناء عبد المطلب العشرة قرر الوفاء بالنذر الذى قطعة على نفسه أمام أهل قريش ويقدم ولده قرباناً , فأتى بهم جميعاً إلى الكعبة وضرب القداح أمام هبل الصنم الأكبر والأعظم الذى كان فى جوف الكعبة على البئر التى كانوا ينحرون فيها قرابين للآلهة الصنمية , وكانت النتيجة أن خرج القداح على عبدالله والد محمد صاحب الشريعة الإسلامية ورفض اهل قريش أن بنفذ عبد المطلب نذره .. وإنتهت المشاورات فى المر بسؤال العرافة التى كانت بمدينة يثرب / المدينة وسار الوفد المكلف بسؤالها إلى يثرب ووجد العرافة فى مهمة فى خيبر ( ويرجح أن تكون هذه العرافة من اليهود ) فذهبوا إلي خيبر , وكان الحل الذى رأته العرافة أن يقدم الذبيح ( عبدالله بن عبد المطلب) وأمامه عشرة من افبل وتضرب عليهم القداح , ويستمر ضرب القداح وفى كل مرة يزداد رقم الإبل عشرة إلى أن تخرج القداح على الإبل فتنحر , وهذا معناه أن الله هبل قد رضى بذلك , وكان الأمر مثيراً لقريش فقد بلغت الفدية فى عملية الفصال مع الله هبل لمقايضة نحر عبدالله بــ نحر الإبل عدداً كبيراً فى ذلك الوقت وهو أن بلغت الفدية مائة من الإبل قارن إبن هشام ج1 ص 151- 155

وقد يقول قائل أن إله اليهود قد طلب من إبراهيم أن يقدم إبنه ذبيحة والقصة السابقة تتشابه مع قصة الذبيح وأبراهيم , ولكن توجد عده أختلافات جوهرية هو أن :-

· إله اليهود هو الذى طلب من أبراهيم تقديم أبنه وليس عقيدة عبد المطلب أو العرب تجاه إلههم الذى أسمه الله

· النهاية مختلفة فى القصتين وهو أن إله إبراهيم قد فدى أبن أبراهيم بذبح عظيم , أما عبد المطلب فقد ألتجأ إلى العرافة والسحر والشعوذة والشياطين لينقذ أبنه من الموت بسكين لهذا الإله الدموى الذى أسمه الله فإذا كان السحر يفك العهد بين الإنسان والله إذا نستنتج أن الله إله العرب ليس إلها قوياً كله خير بل أنه يعمل مع الشياطين والجن فى سلاسة وتوافق تام ولولا تدخل الشياطين والعرافة لكانت هناك ذبيحة بشرية

· إله إبراهيم الحقيقى ( يهوه) لم ينقض الوعد مع أبراهيم بطلبه أن يقدم ابنه ذبيحة فقد طلب الرب من أبراهيم أن يقدم أبنه ذبيحة ولكن طلب الرب لم يكن ابن ابراهيم إسحق أو حتى اسماعيل كقولهم والذبيحة الحقيقية هو المسيح أبن ابراهيم من نسله وكان الصليب يشير إلى خشب المحرقة ويشير إلى الشجرة التى أكل منها آدم واخطأ وعندما صلب فدى الرب البشرية بذبح عظيم الذى هو المسيح المذبوح على الصليب أما إله العرب الذى هو الله فقد قبل رشوة من عبد المطلب لكى لا يذبح ابنه , وما الجزية إلا أنها رشوة أخرى كان يدفعها الذميين لإله الإسلام حتى يغمض عينه عنهم ويتركهم يعبدون آلهتهم , وستجد فى الشريعة الإسلامية قوانين عديدة هى فى الأصل رشاوى يدفعها المؤمنين بإله الإسلام لكى يتحايلوا عليه فيغمض عينه عن العقوبة