قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله في كتابه “دلائل النبوة” حدثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا عبد الكريم بن هلال الجعفي عن صالح المري عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله، إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم. فقال: “أين صاحب هذه؟” فقال القوم: نحن يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما وترجع إليكم” فقالوا من لنا بذلك؟ قال: “أنا” فأطلقوها فذهبت فأرضعت، ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أين أصحاب هذه؟” فقالوا: هو ذا نحن يا رسول الله. فقال: “تبيعونيها؟” فقالوا هي لك يا رسول الله فقال: “خلوا عنها” فأطلقوها فذهبت.

وقال أبو نعيم: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي من أصله، ثنا أحمد بن موسى بن أنس بن نصر بن عبيد الله بن محمد بن سيرين بالبصرة، ثنا زكريا بن يحيى بن خلاد ثنا حبان بن أغلب بن تميم ثنا أبي، عن هشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحراء من الأرض إذا هاتف يهتف: يا رسول الله، يا رسول الله. قال: “فالتفت فلم أر أحدا” قال: “فمشيت غير بعيد فإذا الهاتف: يا رسول الله، يا رسول الله قال. التفت فلم أر أحدا وإذا الهاتف يهتف بي فاتبعت الصوت وهجمت على ظبية مشدودة في وثاق وإذا أعرابي منجدل في شملة، نائم في الشمس، فقالت الظبية: يا رسول الله إن هذا الأعرابي صادني قبيل ولي خشفان في هذا الجبل فإن رأيت أن تطلقني حتى أرضعهما ثم أعود إلى وثاقي؟” قال: “وتفعلين؟ قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل” فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضت فأرضعت الخشفين وجاءت قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوثقها إذ انتبه الأعرابي فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إني أصبتها قبيلا، فلك فيها من حاجة؟ قال: قلت: نعم قال هي لك. فأطلقها فخرجت تعدو في الصحراء فرحا وهي تضرب برجليها في الأرض وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

راجع البداية و النهاية لإبن كثير .. باب حديث الغزالة

http://history.al-islam.com/display.asp?f=bdy01286.htm