فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها – وقد هلك أبوه وهي حبلى، ويقال‏:‏ إن عبد الله هلك والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهراً، فالله أعلم أي ذلك كان – فقالت‏:‏ قد ولد لك غلام فانظر إليه، فلما جاءها أخبرته وحدثته بما كانت رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسميه، فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل في جوف الكعبة، فقام عبد المطلب يدعو ويشكر الله عز وجل ويقول‏:‏
الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى يكون بلغة الفتيان * حتى أراه بالغ البنيان
أعيذه من كل ذي شنآن * من حاسد مضطرب العنان
ذي همة ليس له عينان * حتى أراه رافع اللسان
أنت الذي سميت في القرآن * في كتب ثابتة المثاني

الكتاب:
البداية والنهاية – الجزء الثاني –  كتاب أخبار الماضين من بني إسرائيل وغيرهم –  كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم – صفة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام
الكاتب: الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير
المصدر: http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=32#s1

نشرت في 3ـ السيرة النبوية